جنية حقول الذرة
بعد أن قضى نهاره في سقي حقوله وزرع بساتينه، غادر العم صالح مزرعته قبيل غروب الشمس، والتعب والإرهاق قد نالا منه، وصل إلى بيته لينعم بشيء من الراحة، فقدمت له زوجته الوفية الشراب والطعام، ثم تحدثا في سهرة ريفية معتادة، لكن ما أن هطل الليل بظلامه الدامس، حتى تذكر الفلاح مذياعه (الراديو) الذي نسيه في المزرعة، وقرر الذهاب لاسترجاعه، فالليل لا يحلو للعم صالح بدون أن يستمع للأخبار من جهازه الذي لم يفارقه منذ سنين طويلة، خرج يحث خطواته نحو مزرعته، وهو يتذكر تماماً المكان الذي ترك فيه المذياع، إنها حقول الذرة في أقصى المزرعة، دخل الحقل يتبع مسار الماء، وأعواد الذرة تتمايل فوق رأسه تحركها الرياح، بدأ يسمع حديثاً يصدر من داخل الحقول، لا بد أنه المذياع، هكذا اعتقد العم صالح، وما أن قادته قدماه إلى قلب الحقل حتى بدا شيء يلوح أمام ناظريه، امرأة ترتدي وشاحاً أبيض، وتشط بوجهها للناحية الأخرى، أول ما فكر فيه الفلاح، إنها امرأة عادية من القرية ربما أتت لتأخذ شيئاً من المحاصيل، أو أنها تاهت في المزارع ليلاً ولم تعرف طريقها، وربما تكون مجنونة، بدأ العم صالح يناديها لكنها لم تستجب، اقترب منها أكثر حتى كاد يلامسها، ولا زال وجهها ينظر في الجهة الأخرى، نادى عليها سيدتي.. سيدتي..
وما أن أدارت رأسها نحوه حتى كاد قلبه يتوقف من الفزع، رجع خطوة إلى الخلف، وهو ينظر في جهها المرعب أنه وجه ممسوخ ممسوح، لا عيون ولا أنف ولا فم به، وقف أمامها صامتاً وهي صامتة، كاد يغمى عليه من الرعب، وفقد التصرف والحركة، الصمت يسود في المكان، إلا من صوت المذياع الذي يقبع بالقرب منهما، اقتربت المرأة خطوة نحو الفلاح، واستخرجت من تحت ملابسها شيئاً يشبه الخنجر، ورفعت يدها لتسدد ضربتها للعم صالح، في هذه الأثناء، صدح الراديو بتلاوة القرآن الكريم، فعادة الإذاعة التي يستمع إليها العم صالح تختم برامجها بآيات قرآنية، تلاشت المرأة وتركت خلفاها دخاناً، وأنقذت الصدفة العم صالح، وعاد إلى بيته فزعاً يرتعد من الخوف، لم تظهر جنية الحقول بعد ذلك، ويبدو أنها احترقت في تلك الحادثة.
وما أن أدارت رأسها نحوه حتى كاد قلبه يتوقف من الفزع، رجع خطوة إلى الخلف، وهو ينظر في جهها المرعب أنه وجه ممسوخ ممسوح، لا عيون ولا أنف ولا فم به، وقف أمامها صامتاً وهي صامتة، كاد يغمى عليه من الرعب، وفقد التصرف والحركة، الصمت يسود في المكان، إلا من صوت المذياع الذي يقبع بالقرب منهما، اقتربت المرأة خطوة نحو الفلاح، واستخرجت من تحت ملابسها شيئاً يشبه الخنجر، ورفعت يدها لتسدد ضربتها للعم صالح، في هذه الأثناء، صدح الراديو بتلاوة القرآن الكريم، فعادة الإذاعة التي يستمع إليها العم صالح تختم برامجها بآيات قرآنية، تلاشت المرأة وتركت خلفاها دخاناً، وأنقذت الصدفة العم صالح، وعاد إلى بيته فزعاً يرتعد من الخوف، لم تظهر جنية الحقول بعد ذلك، ويبدو أنها احترقت في تلك الحادثة.